تغفل الأم في كثير من الأحيان عن الاهتمام بنظافة وجفاف بعض الأماكن في جسم مولودها الجديد، ولا تعرف أن هذه المناطق مع إهمال تنظيفها وتعرضها للرطوبة سواء عن طريق العرق أو تسرب ماء الاستحمام أو حليب الرضاعة تصبح مرتعاً للفطريات، التي تؤدي لحدوث عدة أعراض في تلك المناطق أهمها حدوث الألم عند المولود وبكائه باستمرار؛ لأنه لا يستطيع أن يبوح عن سبب ألمه الذي لم تتوصل إليه الأم.يُصاب الأطفال كما الكبار بالفطريات في الأماكن المعتمة من أجسامهم كما يطلق عليها، وتنتقل العدوى إليهم بعدة طرق؛ ولذلك يجب أن تكون الأم حريصة على نظافة الرضيع وبعده عن مسببات الإصابة بالفطريات التي قد تتفاقم الإصابة بها، وتؤدي لبكاء وضيق الطفل وشعوره بالخمول والكسل الدائم؛ ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد أبو داوود؛ حيث أشار إلى كيفية التعامل مع الفطريات التي تصيب حديثي الولادة وطرق الوقاية منها والتعرف إلى أماكن تكاثرها في جسم المولود لتجنبها من حيث أهمية التنيظف والتجفيف للطفل في الآتي:
تعريف الفطريات
تعرف الفطريات بأنها كائنات حية تتبع مملكة من ممالك الكائنات الحية ولكنها ليست تابعة للحيوان أو النبات مثلاً، ويطلق عليها أيضاً أنها كائنات حية ثالوسية تنتمي إلى مملكة الطلائعيات الصبغية، ويوجد منها ما يقارب الـ 144 ألف نوع وجميعها كائنات حية دقيقة لا ترى إلا تحت المجهر.
تسبب الفطريات العديد من الأمراض للإنسان مثل الإصابة بمرض الربو، والحساسية الصدرية، وكذلك تصيبه بالطفح الجلدي، وأنواع مختلفة من التهابات الجلد وزوايا الأظافر، وفي حالات خطيرة منها تؤدي إلى حدوث التهابات في الرئة والتي تشبه في أعراضها أعراض الإصابة بالإنفلونزا أو مرض السل.
تشتهر الفطريات التي تصيب الإنسان بكثرة بأنها تعرف باسم داء المبيضات وتنقسم إلى عدوى الخميرة والقلاع وداء المبيضات الغازي وهي الأكثر انتشاراً في الإصابة، حيث يمكن أن تؤثر الفطريات التي تعرف بداء المبيضات الغازي على الأجهزة الحيوية عند الإنسان مثل القلب والدماغ العينين والعظام وقد تؤدي إلى الوفاة.
الأماكن التي تنمو فيها الفطريات في جسم المولود
فطريات الفم واللسان
فطريات الفم واللسان
لاحظي وجود طبقة بيضاء فوق لسان طفلك الرضيع بالإضافة لوجود طبقة بيضاء داخل تجويف الفم، وهذه عبارة عن فطريات تنمو على الأماكن المعتمة والخفية من جسم طفلك ولعدة أسباب ومنها أنها تنتقل لرضيعك عن طريق الرضاعة الطبيعية، حيث قد تكونين قد أصبت بفطريات حول حلمة الثدي والتي تؤدي لحدوث تقشر الجلد حول الحلمة مع وجود احمرار، وتنتقل للطفل عند الرضاعة بالتلامس.
راقبي قنينة الرضاعة في حال كنت ترضعين طفلك رضاعة صناعية، ففي بعض الأحيان قد تنتقل الفطريات لفم الرضيع عن طريقها بسبب عدم تنظيفها جيداً، وعدم حفظها في وسط بارد، مما يؤدي لتكاثر نوع من الفطريات التي تصيب الفم واللسان وأيضاً الحلق عند الطفل ويعرف باسم القلاع أو داء المبيضات الفموي البلعومي.
لاحظي أن فطريات الفم واللسان تصيب الأطفال الذين يستخدمون اللهاية، كما أنها تصيب الأطفال الذين يولدون بمناعة ضعيفة وكذلك الأطفال الذين يولدون بوزن أقل من الطبيعي، ويجب عليك مراقبة تكون طبقة مخملية بيضاء في فم الطفل لكي تقومي بعلاجها لأنها في بعض الأحيان قد تنزف وتكون مؤلمة ويمتنع الطفل عن الرضاعة بسببها.
قد يهمك أيضاً: علاج فطريات الفم عند الأطفال
ثنيات الرقبة
راقبي ولاحظي ثنيات رقبة مولودك وهي من المناطق التي قد تهملين تنظيفها لأنك ترين أنها تضايق المولود عند قيامك بذلك، ولكن حين يرضع الطفل يتسرب الحليب من الثدي أو من قنينة الرضاعة ويتجمع في ثنيات الرقبة مسبباً تكاثراً للفطريات، فتبدأ أعراض الاحمرار والتهيج ويبدأ الطفل بالبكاء دون أن تعرف الأم السبب، وفي بعض الأحيان قد تؤدي الفطريات لإصابة الطفل بارتفاع في درجة الحرارة.
بين الأصابع
أصابع قدمي المولود
لاحظي ما بين أصابع قدمي طفلك وكذلك أصابع يديه، فإلى جانب احتمال تعرض هذه الأصابع لالتفاف الشعر والخيوط حولها وما تسببه من مخاطر حيث تبدأ أولاً بالتهاب الأصبع، وفي حال تفاقمها وعدم رؤية وملاحظة الأم لها فقد يفقد الأصبع وظيفته، وفي حالات كثيرة تم بتر الأصبع بعد نقص التروية الدموية إليه بسبب التفاف الخيوط والشعر حوله لمدة طويلة دون أن يتم إنقاذه.
راقبي المنطقة الواقعة بين أصابع يدي وقدمي طفلك المولود، حيث تصبح هذه المنطقة بيئة مناسبة لنمو الفطريات بسبب عدم اهتمامك بنظافتها وضيق المكان وذلك لأن جسم المولود الجديد عادة يكون صغيراً، وبالتالي مثل هذه الأماكن مثل ما بين أصبع يديه يكون ضيقاً، ومن الصعب عليك الوصول إليه فتتراكم الأوساخ فيه وتؤدي لحدوث التسلخات التي تسببها الفطريات وتضايق الطفل الصغير وتجعله لا يشعر بالراحة وتنبعث منها رائحة كريهة.
السرة
لاحظي أن سرة طفلك قد تكون مخزناً وبيئة مناسبة لنمو الفطريات عند رضيعك، وحيث تعد سرة الطفل من المناطق التي تهمل الأم تنظيفها وتجفيفها جيداً، ولكنها تفاجأ بعد فترة أنها قد أصبحت ذات لون أحمر ويبكي الطفل كثيراً حين تحاولين لمسها، ولذلك فيجب أن تهتمي بعد سقوط السرة بوضع الكحول عليها ومسحها جيداً حتى تتأكدي من جفافها التام، وبعد ذلك يجب أن تهتمي بتجفيفها بعد استحمام الطفل والتأكد دائماً من جفافها وعدم وصول فضلات الطفل إليها.
منطقة الحفاض
اهتمي بتجفيف منطقة الحفاض جيداً وبقائها جافة قدر الإمكان، فهناك أمهات يولين اهتماماً بتغيير الحفاض بعد أن يتبرز الطفل، ولكن لا يفعلن ذلك حين يقوم الطفل بالتبول ولا يعرفن أن التبول وتراكم البول قريباً من جلد الرضيع يؤدي لوجود بيئة مناسبة لتكاثر الفطريات التي تسبب ما يعرف بالتسلخات، والتي يستطيع الطبيب رؤيتها بكل وضوح من خلال الميكروسكوب.
خلف الأذن
ضعي أصبعك وقومي بتمريره في المنطقة الواقعة خلف أذن مولودك وسوف تكتشفين أن هذه المنطقة محمرة وأن هناك تسلخاً خفيفاً فيها إضافة لوجود بعض الأوساخ المتراكمة بسبب عدم وصولك بالتنظيف إليها، وفي بعض الأحيان يتراكم الحليب وماء الاستحمام خلف أذن الطفل مما يشكل بيئة مناسبة لنمو الفطريات التي تتكاثر وتسبب تسلخ هذه المنطقة والتي تصبح مؤلمة بشكل كبير للطفل والذي لا يعرف الشكوى ولا يفعل شيئاً سوى البكاء.
طرق الوقاية من إصابة المولود بالفطريات
تجفيف المولود
اهتمي بضرورة تحقيق شرطين عند العناية بجسم مولودك وهما النظافة والجفاف، ولذلك ففي حال انتهاء المولود من الاستحمام يجب أن تحرصي على تجفيف جسمه جيداً وذلك بواسطة فوطة مخصصة لذلك، ثم تبدئين بتجفيف المناطق التي يحتمل أن تنمو فيها الفطريات ويكون ذلك باستخدام بعض الأعواد التي تغلف أطرافها بالقطن المعقم، وفي بعض الأحيان يمكن أن تقومي بتنظيفها بفوطة صغيرة جافة ويجب أن تفعلي ذلك كل يوم حتى لو لم يستحم الطفل.
ابتعدي عن استخدام المناديل المبللة المعروفة بـ”الوايبس” لأنها تسبب تهيج جلد الطفل وفي حال وجود تسلخات فهي تزيد من حدة التسلخات وتكون مؤلمة للطفل عند مرورها على جلده الملتهب، واهتمي باستخدام قطع قماش قطنية ناعمة بدلاً منها وخاصة في منطقة الحفاض، وخصصي قطعة أخرى للتجفيف.
اهتمي بتنظيف قنينة الرضاعة وغليها وتعقيمها بعد كل رضعة ويجب أن تحفظي ما تبقى من قنينة الرضاعة في الثلاجة وذلك لكي لا توفري بيئة دافئة صالحة لنمو البكتيريا والفطريات ويفضل التخلص منها وعدم تقديمها للرضيع مرة أخرى.
اهتمي بتنظيف الصدر بعد الانتهاء من الرضاعة لأن عدوى الفطريات قد تنتقل للطفل الرضيع من الأم، وبالتالي قد لا يشفى فم الرضيع من الفطريات طوال مرحلة الرضاعة، ويجب أن تحصل الأم على علاج مناسب لفطريات الحلمة حسب مشورة الطبيب، وقد تكون على شكل مضاد حيوي وكريمات موضعية يتم تطبيقها فوق المنطقة المصابة عدة مرات في اليوم.
واظبي على اتباع نصائح وخطوات تغيير حفاضة الطفل ومن بينها تغيير حفاض الطفل كلما اتسخ سواء بالبول أو البراز، واحرصي على تهوية المنطقة في كل مرة تقومين فيها بتغيير الحفاض، ويفضل تغيير الحفاض في منطقة قريبة من الهواء المنعش لكي تغيري من درجة حرارة المكان وحتى تحظى أيضاً بالجفاف.
*ملاحظة من “سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.