صحة

أسباب ارتفاع حالات سرطان الرئة لدى الإناث غير المدخنات

على الرغم من أن التدخين لا يزال هو السبب الرئيسي لسرطان الرئة، إلا أن هناك زيادة ملحوظة في حالات الإصابة بالسرطان لدى الإناث غير المدخنات. في الواقع، تشير الدراسات إلى أن حوالي ثلثي حالات سرطان الرئة بين غير المدخنين تحدث لدى النساء. يعتبر سرطان الرئة في هذه الفئة من الأسباب الرئيسية للوفاة بين النساء في الولايات المتحدة، وعلى الرغم من انخفاض معدلات التدخين عالميًا، فإن معدلات الإصابة بسرطان الرئة لدى غير المدخنين في ارتفاع مستمر.

أسباب ارتفاع حالات سرطان الرئة لدى الإناث غير المدخنات

1. التدخين السلبي (التعرض لدخان السجائر من الآخرين)

التدخين السلبي يشكل عامل خطر رئيسي لسرطان الرئة، حتى لدى غير المدخنين. يمكن أن يحتوي الدخان غير المباشر على مواد مسرطنة خطيرة مثل:

  • الأمونيا
  • الزرنيخ
  • البنزين
  • الفورمالديهايد
  • سيانيد الهيدروجين
  • كلوريد الفينيل

حتى التعرض القصير المدى للدخان السلبي يمكن أن يكون خطيرًا، ولا يوجد مستوى “آمن” له. بشكل خاص، قد يكون الخطر أكبر لدى الأشخاص الذين يعيشون مع مدخنين.

2. التعرض للسموم البيئية والمهنية

قد تتعرض الإناث غير المدخنات إلى مواد مسرطنة في أماكن العمل أو في بيئات معيشية ملوثة. من بين هذه السموم:

  • تلوث الهواء: خاصة في المدن التي تعاني من مستويات عالية من التلوث.
  • الأسبستوس: يُعد من العوامل المسببة الرئيسة لسرطان الرئة.
  • عوادم الديزل: تعمل محركات الديزل على إطلاق جزيئات سامة تؤثر على الرئتين.
  • الرادون: غاز مشع يمكن أن يتسرب من التربة ويصل إلى المباني، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة.

3. الاستروجين

هرمون الاستروجين قد يلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة. في بعض أنواع سرطان الرئة، مثل السرطان الغدي (نوع شائع من سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة)، قد تكون هناك مستقبلات هرمونية تؤثر على نمو الخلايا السرطانية. تشير بعض الأبحاث إلى أن النساء في فترة ما قبل انقطاع الطمث قد يكن أكثر عرضة للإصابة بسرطان رئة أكثر عدوانية مقارنة بالرجال أو النساء بعد انقطاع الطمث.

4. التغيرات الجينية (الطفرات المحركة)

سرطان الرئة لدى غير المدخنين يمكن أن يكون مرتبطًا بتغيرات جينية مكتسبة، وهي طفرات تحدث بسبب التعرض للعوامل البيئية أو العوامل المؤدية للسرطان، وليس بسبب الوراثة من الوالدين. الطفرات الجينية التي تم التعرف عليها في حالات سرطان الرئة تشمل:

  • EGFR (إي جي إف آر)
  • ALK
  • ROS1

اختبارات الطفرات الجينية قد تلعب دورًا في تحديد العلاجات المستهدفة المناسبة والتي قد تكون أكثر فعالية في الحالات التي تحتوي على هذه الطفرات.

5. تاريخ أمراض الرئة

النساء غير المدخنات اللواتي يعانين من أمراض رئوية مزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) أو التليف الرئوي (التندب الرئوي) قد يكن أكثر عرضة للإصابة بسرطان الرئة في وقت لاحق. التليف الرئوي، على سبيل المثال، قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة بسبب تلف الأنسجة الرئوية المستمر.

6. التعرض للفيروسات

بعض الفيروسات قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، مثل:

  • فيروس إبشتاين بار
  • فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)
  • التهاب الكبد ب والتهاب الكبد ج

على الرغم من أن هذه العلاقة لا تزال قيد البحث، إلا أن بعض الفيروسات قد تساهم في تطوير السرطان عن طريق التسبب في التغيرات الجينية في خلايا الرئة.

الخلاصة

الزيادة في حالات سرطان الرئة لدى الإناث غير المدخنات ترجع إلى مزيج من العوامل البيئية، الهرمونية، الوراثية، و التعرض للسموم. على الرغم من أن التدخين يظل العامل الأكثر أهمية، إلا أن التعرض للمسرطنات مثل التدخين السلبي، الأسبستوس، والهواء الملوث، وكذلك التأثيرات الهرمونية والفيروسية، قد تكون عوامل تساهم في هذه الزيادة. من المهم أن تكون الإناث على دراية بهذه العوامل والمخاطر المرتبطة بها، وإذا كانت لديهن عوامل خطر، يجب عليهن متابعة الرعاية الطبية بشكل دوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى