منوعات

ما لا تعرفه عن أقرب الكواكب إلى الشمس!

عندما نتحدث عن الكواكب في نظامنا الشمسي، فإن كل كوكب يتميز بخصائصه الفريدة، لكن الكوكب الذي يشد انتباه العلماء أكثر من غيره هو عطارد، ليس فقط لأنه الأقرب إلى الشمس، بل لأنه يحمل الكثير من الأسرار التي ما زالت تحير العلماء حتى اليوم، عطارد، هذا الكوكب الصغير والغامض، يواجه حرارة شديدة نهارًا وبرودة قاسية ليلًا، ويمتلك سطحًا مليئًا بالفوهات والشقوق التي تعكس تاريخًا مليئًا بالاصطدامات والنشاط الجيولوجي. في هذا المقال، سنستكشف معًا أسرار عطارد، ونتعرف على سبب كونه الأقرب والأسرع بين جميع الكواكب، بالإضافة إلى العديد من الحقائق المثيرة عنه.

ما هو كوكب عطارد؟

عطارد هو الكوكب الأول في ترتيب الكواكب من الشمس، وأصغرها من حيث الحجم، على الرغم من صغره، إلا أنه يتميز بكثافته العالية وسرعته الكبيرة في الدوران حول الشمس، يتميز عطارد بسطحه الصخري المليء بالفوهات، مما يجعله يشبه القمر من حيث المظهر.

أقرأ ايضا: تعرفي إلى برج الجوزاء وطريقة تعامله في العلاقات الاجتماعية والعاطفية

لماذا يعتبر عطارد أقرب الكواكب إلى الشمس؟

  • المسافة القريبة: يقع عطارد على بعد حوالي 57.9 مليون كيلومتر من الشمس، مما يجعله أقرب الكواكب إليها.
  • دورة مدارية سريعة: يكمل عطارد دورة كاملة حول الشمس في 88 يومًا فقط، وهذا يجعله الأسرع بين جميع الكواكب.
  • عدم وجود غلاف جوي كثيف: على عكس الأرض والزهرة، يفتقر عطارد إلى غلاف جوي سميك يحميه من أشعة الشمس، مما يجعله معرضًا لدرجات حرارة شديدة.

الظروف المناخية على سطح عطارد

على الرغم من قربه من الشمس، يعاني عطارد من تباين شديد في درجات الحرارة:

  • نهارًا: تصل درجات الحرارة إلى حوالي 430 درجة مئوية.
  • ليلًا: تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير لتصل إلى -180 درجة مئوية.
  • عدم وجود غلاف جوي: هذا التباين الكبير يحدث بسبب افتقار عطارد لغلاف جوي يحفظ الحرارة.

حقائق مثيرة عن كوكب عطارد

  • اليوم على سطح عطارد: اليوم الواحد على عطارد يعادل حوالي 176 يومًا من أيام الأرض، مما يعني أن يومه أطول من سنته!
  • لا يوجد أقمار: على عكس الأرض والمريخ، لا يمتلك عطارد أي أقمار تدور حوله.
  • الحقل المغناطيسي: يمتلك عطارد حقلًا مغناطيسيًا ضعيفًا مقارنة بكواكب مثل الأرض، ولكنه لا يزال مثيرًا للاهتمام.

كيف تم اكتشاف عطارد؟

عُرف عطارد منذ العصور القديمة، حيث لاحظه القدماء بسبب قربه من الشمس وصعوبة رؤيته إلا في الأوقات القريبة من الشروق أو الغروب، ومع تطور التلسكوبات، تمكن العلماء من دراسة تفاصيله بشكل أكبر.

التركيب الداخلي لكوكب عطارد

يتكون كوكب عطارد من ثلاثة أجزاء رئيسية: القشرة والوشاح واللب، ما يميز هذا الكوكب هو أن لبه المعدني يمثل حوالي 85% من حجمه، مما يجعله من أكثر الكواكب كثافة في النظام الشمسي، يعتقد العلماء أن اللب يحتوي بشكل أساسي على الحديد والنيكل، وهذا يساهم في وجود حقل مغناطيسي على الرغم من حجمه الصغير، القشرة الصخرية رقيقة نسبيًا وتحتوي على الكثير من الفوهات، مما يعكس تاريخًا طويلًا من الاصطدامات مع النيازك.

استكشاف كوكب عطارد عبر الزمن

على مر السنين، حاولت عدة بعثات فضائية استكشاف عطارد، كانت أول مهمة ناجحة هي مركبة مارينر 10 التابعة لوكالة ناسا في عام 1974، التي زودتنا بأول صور قريبة للكوكب، ثم جاءت بعثة ميسنجر (MESSENGER) في 2004، التي قدمت معلومات دقيقة عن تركيب الكوكب وغلافه المغناطيسي، حاليًا، تعمل مهمة بيبيكولومبو (BepiColombo) الأوروبية اليابانية، التي انطلقت في 2018، على دراسة الكوكب بشكل أكثر تفصيلاً.

كيف يؤثر قرب عطارد من الشمس على حركته؟

كون عطارد أقرب الكواكب إلى الشمس يجعله يتأثر بشدة بجاذبيتها الهائلة، مما يسبب عدة ظواهر مثيرة مثل:

  • المدارات البيضاوية: يمتلك عطارد مدارًا بيضاويًا بشدة، حيث يقترب أحيانًا بشكل كبير من الشمس ثم يبتعد عنها.
  • التباطؤ في الحركة الدورانية: بفعل تأثير الجاذبية القوي، تباطأت سرعة دورانه على نفسه على مدار ملايين السنين.
  • ظاهرة تقدم الحضيض: وهي حركة بطيئة لمحور مداره، وكانت من أولى الأدلة التي دعمت نظرية النسبية العامة لأينشتاين.

لماذا لا نرى عطارد بوضوح في السماء؟

رغم قربه من الأرض، إلا أن رؤية عطارد بالعين المجردة تعتبر تحديًا كبيرًا، يعود ذلك إلى عدة عوامل:

  • قربه من الشمس: يكون دائمًا قريبًا منها في السماء، مما يجعل من الصعب رؤيته إلا عند الشروق أو الغروب.
  • سطحه العاكس: سطحه اللامع يعكس الكثير من ضوء الشمس، لكنه يظل خافتًا بسبب المسافة الكبيرة بينه وبين الأرض.
  • حركته السريعة: يدور بسرعة كبيرة حول الشمس، مما يجعله يظهر ويختفي بسرعة.

يعتبر عطارد من أكثر الكواكب غموضًا وإثارة في نظامنا الشمسي، فهو يجمع بين الحرارة الشديدة والبرودة القاسية، وهو الأقرب إلى الشمس، مما يجعله هدفًا مثيرًا للعلماء والباحثين لفهم أسرار الكون، إذا كنت مهتمًا بعجائب الفضاء، فإن عطارد بالتأكيد يستحق الدراسة والاكتشاف.

أقرأ ايضا: حدث فلكي نادر .. 7 كواكب تظهر في سماء مصر ومخاوف من حدوث زلازل

shahd shazly

أنا شهد شاذلي، طالبة بكلية التمريض، أمتلك شغفًا بالكتابة، حيث أكتب المقالات في مجالات متنوعة، وأجمع بين حبي للعلم والعمل في المجال الطبي وبين قدرتي على التعبير والإبداع من خلال الكتابة. أسعى دائمًا إلى تطوير مهاراتي في كلا المجالين، وأهدف إلى ترك بصمة مميزة في حياتي المهنية والأدبية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى